منذ اليوم الاول الذي أُعلن فيه عن بدء تسليم الوحدات السكنية للمسجلين على شقق بسماية والكل كان يتحدث عن بداية حياة جديدة ، حياة تعوضه عن الايام السيئة التي مرّ بها ، من شبه انعدام للخدمات و الامان و النظام و البيئة النظيفة و كذلك وجود الدوائر الخدمية السيئة و المدارس المتهالكة و المستشفيات الموبوءة و انعدام ابسط مقومات الحياة . لذلك كان ينظر جميع اهالي بسمايه للمدينة على انها مفتاح الحياة السعيدة ، و هي كذلك ، حيث كل من زار مدينة بسماية وجد فيها الشوارع النظيفة و الحدائق الجميله و الهدوء الذي يخيم على اجواءها ، والهواء النقي ، وناسها الذين تجد فيهم الطيبة و الكرم و المحبة .
نعم هذه هي مدينة بسماية .
الا انه في كل زمان و مكان هنالك دائما و ابدا صراع مستمر بين الخير و الشر ، بين الانسان و الشيطان ، بين الحق والباطل .
فكما ان هنالك كثير من اهالي بسماية تفعل الخير و تبحث عن فعله و تسعى لان تكون مدينتهم الى الافضل دائما. نجد في القسم الآخر نوع من الناس ينظرون الى النظام على انه تقيّد والى الهدوء على أنه اكتئاب و الى احترام الخصوصية على انه سكوت على المنكر !!!
لا ينفعهم قانون و لا يردعهم عرف اجتماعي ، انهم قلة قليلة في مدينة عظيمة ، الا ان أثرهم كبير ، و فعلهم مرير .
و نصحهم لا يغني شيئا ، انهم للاسف لا يستحقون العيش في بسماية .
و يبقى الصراع مستمرا بينهم و بين من يريدون الخير لمدينتهم ، عسى ان ينتصر جانب الخير ، بالنصح و الارشاد و الحب و الثقافة و حسن الخلق .