بعد سنين من المعاناة ، بسبب قلة الخدمات ، وكثرة
الازمات ، و قناعتي مثل ما اقتنع غيري بشكل مطلق ، ان الوضع الذي نحن فيه لم و لن يتحسن ، فخطرت على
ذهني أخيرا فكرة الهجرة و السفر و العيش خارج البلد ، و بدون ان استشير أي احد .
اسافر لكي انعم بحياة بسيطة وهادئة ، اسافر لكي أرى شوارع نظيفة ، اسافر لكي أرى اولادي يرتادون مدارس حديثة ومكيفة ، اسافر لكي انعم بنعمة الكهرباء و انعم بالرفاهية والحرية والقانون ، واتفرغ للاهتمام بنفسي و بعائلتي و لايكون اهتمامي كيف ابحث عن ماء نظيف ، او كيف استيقض في منتصف الليل بسبب انقطاع الكابل المغذي لكهرباء المنزل .
لكن في يوم من الأيام وانا اتصفح الانترنيت ، قرات عن
مدينة بسماية ، وانها حلم لي ولعائلتي .
بالتاكيد و في بادئ الامر كنت في شك من مصداقية ما اقرأه او ما اسمعه ، حيث تعودت كما تعود غيري من أبناء
بلدي على الوعود المزيفة ، و الاخبار الوهمية .
لكني تحدثت في داخلي لماذا لا اعطي لنفسي فرصة أخيرة قبل السفر بلا عودة ؟؟
و في اليوم التالي ركبت سيارتي ، و توجهت لارى بعيني هل
فعلا ما اسمعه هو الحقيقة ؟
واذا بي أرى بارقة من الامل تلوح في الأفق .
فانتابني شعور بالطمانينة ، وتوجهت لاسافر الى مكان اخر ، مكان داخل بلدي .
انها مدينة بسماية ، مدينة الامل الاخير ، مدينة يحلم بها كل عراقي .
الحلم الذي طال انتظاره ، الحلم الذي نتمنى بقاءه .
و بعد طول انتظار ، ذهبت لاستلم مفاتيح الامل ، مفاتيح
الحياة الكريمة .
دخلت الى المدينة الجديدة ، فرايت المساحات الخضراء و
العمارات المرتفعة و الشوارع المعبدة ، فتوجهت مباشرة الى عمارتي و انا اشعر
بالسعادة المطلقة ، دخلت الى المصعد وكاني فعلا سافرت خارج البلاد .
بعدها فتحت باب شقتي ، فتحت باب سكني الجديد ، الذي طال
انتظاره .
و بدأت حياتي تولد من جديد .
يا ليتني أرى جميع مدننا بهذا الجمال ، يا ليت عاصمتنا الحبيبة تنال ما تستحقه ، اننا في بلد من اغنى بلدان العالم ، اذا لماذا لا نكون من افضل بلدان العالم ؟
مدينة مثل مدينتي كلفت الدولة 7 مليارات دولار ، فكم من أموال صرفت في غير محلها او سرقت لو انها استخدمت بالشكل الصحيح لراينا اكثر من بسماية واحدة .
و منذ سكني في مدينة بسماية الى اليوم وأنا احمد الله كل يوم على هذه النعمة الكبيرة ، و انا على يقين ان ابناء مدينتي الطيبين سوف يحافظون عليها كما يحافظون على منازلهم و على ممتلكاتهم و يحاربون التخريب في مدينة بسماية ، فهي ملك للجميع .
و في ختام الحديث لا يسعني الا ان أوجه رسالتي مرة اخرى الى كل من سكن في مدينة بسماية ، حافظوا عليها فانها مستقبلكم ومستقبل اولادكم ، وانشروا المحبة والسلام فهما اساس التعايش و اساس الاستقرار .