الهيئة الوطنية للاستثمار في زمن الدكتور سامي الأعرجي
كيف استطاعت الهيئة الوطنية للاستثمار في زمن سامي الاعرجي أن تدفع الأموال وتجري المفاوضات بإستمرار مع الشركة المنفذة لمشروع مدينة بسماية للاستمرار بالعمل بالرغم من التحديات الكبيرة و الظروف السيئة التي مرة بها العراق في تلك السنين ؟
إن وضع حجر الأساس للمشروع في أيار 2012 جاء بعد مفاوضات طويلة وصعبة سعياً من الحكومة و الهيئة الوطنية للاستثمار لحل أزمة السكن في البلاد . واعتبر رئيس هيئة الاستثمار سامي الأعرجي المشروع في حينها ، خطوة أولى لحل أزمة السكن في البلاد . حيث قال كيم شونغ رئيس شركة هانوا الكورية انذاك أن مشروع مدينة بسماية سيكون الأكبر من حيث عدد الوحدات السكنية، لأنه سيلبي نحو 5% من حاجة العراق المتعلقة بأزمة السكن. و من اجل نجاح مشروع مدينة بسماية الجديدة وقعت شركة هانوا مذكرة تفاهم مع الحكومة العراقية في شهر ايار ٢٠١١ ، و قامت الشركة بتكوين فريق متخصص بالمهمة من ١٥٠ من المهندسين الاكفاء والمعماريين ومدراء التطوير وخبراء تكنولوجيا المعلومات ومتخصصي التمويل ، مهمته إجراء اجتماعات فنية متعددة مع المختصين من الهيئة الوطنية للاستثمار واللجنة الفنية في بغداد وسيئول .
هل استمرت شركة هانوا الكورية الجنوبية بالعمل على الرغم من أوضاع البلد السيئة
الكل يعلم أن وضع العراق لم يكن افضل حالاً من اليوم و مع هذا تعاملت الحكومة والهيئة بجدية مع المشروع و أصرت على انجاحه . ففي اب من عام ٢٠١١ تم استكمال الخطة الاساسية للمشروع ، خطة التطوير الاساسية ، خارطة الوحدة والتصميم الميكانيكي والالكتروني. و في الـ ٣٠ من ايار ٢٠١٢ وقعت هانوا العقد الرسمي لبناء مدينة بسماية الجديدة مع التغطية الاعلامية الكبيرة وبحضور كل من رئيس الوزراء العراقي ورئيس الشركة سيونغ يون كم . و بتاريخ 22/9/2012 أعلنت هيئة الاستثمار الوطنية ، أن الشركات الكورية المنفذة لمشروع بسماية بدأت بالعمل في مراحله الأولى ، حيث أن عدد المسجلين في حينها على الوحدات السكنية وصل إلى (72) ألف شخص في استبيان على الانترنيت من الموقع الرسمي لمشروع مدينة بسماية .
حيث لم يكن هنالك طلب حقيقي على شقق مدينة بسماية كما نراه اليوم ، بل كان هنالك مجرد استبيان على الأنترنيت ، و مع هذا يمكن أن نقول أن الهيئة جازفت بإستمرار المشروع و لكنها كانت مؤمنة بأن المشروع سينجح و ذلك من منطلق أن الحاجة الى السكن في العراق كبيرة . وقال رئيس هيئة الاستثمار أن الاتفاق بين هيئة الاستثمار والشركة الكورية يلزم الأخير بتسليمنا خلال فترة (28) شهرا ، 1800 ( ألفاً وثمانمئة وحدة سكنية ) كحد أدنى لحين إكمال المشروع حيث تم اسكان ما يقارب ٢٦ الف عامل في المشروع ، و سار العمل حسب الجدول الزمني المخطط له ، اضافة الى التهيئة لنصب المصنع الذي نتج عنه الهياكل الاساسية للوحدات السكنية . علما ان عدد العراقيين العاملين في المشروع كانو اكثر بـ ٦ مرات من الكوريين الامر الذي ساهم في خلق فرص العمل والتنمية الاقتصادية اضافة الى التزام الشركة الكورية بتدريب الكوادر العراقية في مركزها المهني التدريبي وحتى اكمال المشروع في عام ٢٠١٩ حسب ما كان مخطط له . و كان من المفترض تسليم ٢٠ الف وحدة سكنية سنويا ، وعلى مدى الـ ٥ سنوات التي تلي عام ٢٠١٥ اما البنى التحتية الاجتماعية من مدارس وعيادات طبية والمرافق الخدمية العامة الاخرى اضافة الى المناظر العامة كان من المفترض تطويرها بالتزامن مع عملية الانشاء للقواطع السكنية . في عام ٢٠١٩ ومع بناء مركز تجاري للمدينة ينجز في السنة السابعة لبناء مدينة بسماية الجديدة.
و بتاريخ 3/5/2013 وضع رئيس الوزراء في حينها حجر الأساس لمشروع مدينة بسماية السكني وقال في كلمة ألقاها خلال مراسم وضع حجر الأساس إن المشروع جاء بعد مفاوضات طويلة وصعبة سعياً من الحكومة لحل أزمة السكن في البلاد واعتبر رئيس هيئة الاستثمار سامي الأعرجي المشروع خطوة أولى لحل أزمة السكن في العراق . و كان المخطط أن يتم انجاز 1700 وحدة سكنية في الشهر. و بتاريخ 14/9/2013 أعلن رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار الدكتور سامي الأعرجي أن شركة (( هانوا الكورية الجنوبية )) ستنجز 9000 وحدة سكنية ضمن مشروع بسماية السكني مطلع عام 2015، مبيناً أن المرحلة الأهم في المشروع هو المعامل الخرسانية التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 80 وحدة سكنية في اليوم، تم إنجازها. و بالرغم من دخول العراق في حروب مع داعش الإرهابية و حصول معارك أدت الى ارباك الوضع الاقتصادي الا أن مشروع مدينة بسماية لم يتوقف و استمرت الشركة الكورية بالعمل لكن بوتيرة أقل حيث بتاريخ 10/3/2016 اكد رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي أن معظم الشركات العالمية التي تعمل في العراق لازالت مستمرة بتنفيذ مشاريعها المختلفة وفي مقدمة هذه الشركات شركة هانوا الكورية الجنوبية المنفذة المشروع بسماية السكني في بغداد.
هل تستطيع الهيئة الوطنية للاستثمار برئاسة سها داود نجار من إكمال ما سعى اليه سامي الأعرجي ؟
كل الظروف الان مهيئة لعودة عمل الشركة الكورية هانوا و اكمال مشروع مدينة بسماية ، حيث إن جائحة كورونا ليست أسوأ من أيام داعش الارهابية ، و تم تخصيص أموال من ضمن ميزانية وزارة الاعمار لإكمال المشروع . إذاً لماذا توقفت الهيئة في دعم المشروع و التفاوض مع شركة هانوا للعودة الى العمل و إنجاز المدينة بالكامل بالرغم من أن العراق مر بظروف أصعب مما هو عليه الان ، و أن مشروع مدينة بسماية يعتبر من أهم المشاريع الإستثمارية في العراق وأن أعداد من يرومون الحصول على وحدة سكنية في تزايد كبير حسب اخر بيان للهيئة ، لذلك من الواجب على الحكومة و الهيأة الوطنية للاسثمار إكمال المشروع و عودة المفاوضات مع الشركة الكورية التي يعلم الجميع أنه لا يمكن أن يكون هنالك بديل لها لانجاز المدينة بالكامل ، وليس من المنطقي أن يترك مشروع بهذا الحجم أو يهمل كما تم إهمال غيره من المشاريع مع ضياع الاموال .