ظاهرة التحرش الجنسي في العراق
في كثير من الاحيان يتمّ فهم التحرّش الجنسي بشكل غير صحيح ، و تتجنب كثير من الفتيات في التحدث عن هذا الموضوع أو حتى من تتعرض للتحرش تجدها لا تبدي أي ردة فعل تجاه الشخص المتحرش الا فيما ندر خوفاً من كلام الناس .
ولكن كما يعلم الجميع أن التحرّش الجنسي ليس أمرًا غير مألوف أو أنه يحصل بعيدًا عن مدينتنا ، فنحن جميعًا نراه يحدث يوميًا ، فهنالك تحرش يكون أما بالنظر أول بالكلام أو حتى بالأفعال ، و لهذه السبب لا يمكن السكوت عنه لكونه جريمة يعاقب عليها القانون العراقي و لأنه يحارب حرية الانسان .
ما هو تعريف التحرّش الجنسي ؟
هو أي طريقة من نظر او كلام او فعل غير مرغوب فيه و يكون ذات طابع جنسي سواء بالتعرض للجسد أو للخصوصية مما تجعل الشخص الاخر يشعر بعدم الارتياح .
و كما ذكرنا قد يكون للتحرش الجنسي اشكالاً مختلفة و منها :
1- النظر : النظر بلا سبب و لفترة طويلة الى فتاة يسبب لها الازعاج او القلق او الشعور بعدم الارتياح .
2- الكلام : إبداء ملاحظات جنسية عن جسد فتاة ، كأن يكون التحدث عن ملابسها أو عن طريقة مشيها أو عن تصرفاتها أو ما شابه ذلك.
3- الافعال : أن يكون التحرش باللمس جسدياً كالاقتراب بشكل كبير من فتاة ، أو الإمساك بيدها أو غير ذلك .
ايضا توجد اساليب اخرى للتحرش منها الملاحقة أو التتبع أو الدعوة لممارسة الجنس أو الاهتمام غير المرغوب به كالتدخل في عمل أو شؤون فتاة ما من خلال السعي لاعطاء رقم الهاتف لغرص التواصل معها و كذلك هنالك تحرش يكون عبر الإنترنت من خلال المراسلة او التعليقات أو الدخول على الخاص في وسائل التواصل الاجتماعي و محاولة التواصل مع فتيات بالالحاح و هن لا يرغبن بذلك .
و لا يقتصر التحرش الذي نراه اليوم في اماكن خاصة ، و انما قد يحدث التحرّش الجنسي في الأماكن العامة ، مثل أماكن العمل أو المدارس أو المولات أو غير ذلك .
التحرّش الجنسي ليس شيئاً جديدا في مجتمعنا ففي كل زمان و مكان نرى انتشار ظاهرة التحرش الجنسي و كثير من المتحرشين يبررون لانفسهم اسباب التحرش و ذلك بسبب ملابس الفتيات الفاتنة التي يرون أنها تشجعهم على التحرش و هذا غير صحيح و غير حضاري ، فحرية الانسان لا تتيح لك انتهاكها و لا تجعل منك ضحية .
و لكن الادهى من ذلك و أمر أن بعض المتحرشين حتى لو شاهدوا فتاة محجبة و تمتلك خلقاً عالياً و محترمة لذاتها فانها لا تسلم من كلامهم و نظراتهم .
و بذلك فالتحرّش بفتاة هو اختيار يتخذه المتحرّش بغض النظر عن ملابسها أو تصرفاتها .
و في النهاية رسالة الى شبابنا ... لتعلموا إننا نعيش في بيت واحد و جميع الفتيات بمثابة أخواتك و تعامل معهن على هذا الاساس حتى و ان كانت ترتدي ما تراه انت مغرياً فهي في النهاية حرية شخصية ولا يمكن التعدي عليها .
عقوب التحرش في العراق
حددت مديرية الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية عقوبة المتحرشين فيما أكدت أن المتسبب يحاسب من دون شكوى .
وقال مدير الشرطة المجتمعية ، العميد غالب عطية ، إن الشرطة المجتمعية وكل مؤسسات وزارة الداخلية تعمل منذ فترة بعيدة ، للحد من ظاهرة التحرش من خلال سلسلة من الإجراءات ، منها :
الحملات الإعلامية التوعوية التثقيفية التي تقوم بها دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية والشرطة المجتمعية، أضافة إلى التعاون مع منظمات المجتمع المدني وإدارة المدارس.
وأضاف ، أن الحملات التوعوية لا تقتصر فقط على الضحايا ممن تعرضوا للتحرش من الفتيات، بل نقوم بتوعية الشباب ونذكرهم بالعقوبات الجزائية ، ونبين لهم تبعات التحرش ، و هي ظاهرة غير حضارية وتتنافى مع قيمنا وعاداتنا .
وأكد، أن موضوع التحرش فيه حق عام، ويحاسب المتحرش حتى لو لم يكن هناك شكوى ضده ، بالاعتماد على الرصد من قبل عناصرنا ، لأن هذا السلوك يؤثر في تماسك وأمن المجتمع .
وأكمل بالقول : إن قانون العقوبات يشمل الاعمار من 18 سنة فما فوق ، اما الأحداث فهناك أيضاً شرطة الأحداث ويحاسب المتحرش الحدث.
وأشار إلى، أن التحرش فيه أنواع كثيرة وتحصل في أماكن مختلفة ، مثلا في طرق المدارس، لذلك تنتشر دوريات النجدة ودوريات الشرطة المجتمعية بالقرب من المدارس ، أضافة إلى انتشار ظاهرة التحرش في الأماكن العامة والمتنزهات .
وأضاف ، أن الشرطة المجتمعية تحاول الحد من ظاهرة التحرش من خلال تطبيق قانون العقوبات العراقية رقم 111 لسنة 69 الذي يضم مواد 400 و 401 و 402 ، حيث تحتوي هذه المواد على معاقبة الشخص المتحرش بالسجن ثلاثة أشهر او ستة أشهر أو سنة .
سوق بسماية 2021