نطمح لبسماية خضراء .... كان هذا شعار الشركة المسؤولة عن إدارة مدينة بسماية
و من صحراء الى خضراء ..... كان هذا شعاراً لبعض المتطوعين من اهالي المدينة
و في النهاية ... لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي !
في عام 2020 قام العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الفيس بوك بحملة اعلانية كبيرة لتشجير المدينة اطلقوا عليها اسم ( من صحراء الى خضراء ) و لاقت هذه الحملة دعماً و ترحيباً كبيرا من الأهالي مع تحفظ من الهيئة الوطنية للاستثمار / مكتب بسماية و شركة عراقنا لإدارة المدينة على طريقة الزراعة .
إستمرت هذه الحملة لعدة ايام ، و كانت البداية عندما أعلن المتطوعين من أهالي المدينة عن البدء بالمرحلة الأولى من حملة تشجير مدينة بسماية والتي كانت تستهدف داخل ومحيط البنايات ، و المرحلة الثانية والتي تشمل ، المدارس ، الروضات ، المركز الصحي ، مركز الشرطة ، مركز الدفاع المدني ، مبنى وزارة الشباب والرياضة ، وجميع المرافق الخدمية داخل المدينة .
و أعلن المتطوعين بأن الحملة هي بجهود مدنية بمشاركة ومساهمة ابناء المدينة فقط ، و لا توجد اغراض سياسية و لا حزبية و لا غير ذلك .
و كان طموحهم بأن تكون هذه الحملة عبارة عن كرنفال مدني سنوي الهدف منه المحافظة على البيئة ..
قام المتطوعون بتحضير ٢٥٠ شجيرة انواع ( يو كالبتوز - البيزيا - والجاكراندا - واصناف اخرى ) لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثالثة وهو حزام مدينة بسماية ( من الخارج ) وهي مرحلة مهمة لتكون مصد مهم لحماية المدينة من الاتربة والغازات السامة ومنظر جميل للمدينة من الخارج.
ولكن ما الذي حصل ؟
قامت شركة عراقنا المسؤولة عن إدارة مدينة بسماية بحملة اطلقت عليها اسم ( نطمح لبسماية خضراء ) تزامنت مع حملة التشجير التي قام بها اهالي المدينة .
و اعتبرت شركة عراقنا بأن الحملة الزراعية التي قام بها بعض اهالي بسماية هي حملة عشوائية و غير منظمة و اعتبرتها من ضمن التجاوزات لذلك قامت الشركة و بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإستثمار و الاجهزة الامنية بحملة لإزالتها .
حيث أعلنت الشركة في اليوم الاول بالحملة الزراعية في مدينة بسماية عن حملة زراعة الطرق الرئيسية و الجزر الوسطية بمساحة ما يقارب 20 ألف متر مربع.
و لكن فيما بعد لم تقدم شركة عراقنا ما يطمح اليه اهالي المدينة و لم يكن حجم العمل يتناسب مع حجم الدعاية الاعلانية الكبيرة التي اطلقتها الشركة من تشجير المدينة الى مكافحة التصحر و العناية بالمساحات الخضراء.
و بعد مرور عام كامل على انطلاق حملة شركة عراقنا في ايلول 2020 و إيقاف الحملة التطوعية التي قام بها ساكني مدينة بسماية ، لم تشهد المدينة اي تغيراً ملموساً من الجانب الزراعي بل على العكس ، حيث يشكو الكثير من اهالي المدينة من سوء عمل الشركة خصوصاً في التعامل مع المساحات الخضراء و ادامة النخيل و لم تباشر الشركة بزراعة شجرة واحدة !
بل حتى الجزرات الوسطية تعاني من الإهمال و ايضاً تصحر الحدائق الخلفية للعمارات و أجزاء كبيرة من الحدائق .
و بين هذا و ذاك لا زالت تعاني مدينة بسماية من سوء الواقع البيئي و خصوصاً ما يتعلق في ما تم ذكره من تشجير المدينة و المساحات الخضراء حيث أن للتشجير فوائد كبيرة بالإضافة انها تعطي جمالية للمدن و راحة نفسية للساكنين .
و تساعد المساحات الخضراء و تشجير المدينة على :
أولاً / تنقية الهواء : تُساعد الأشجار على تنقية الهواء وتحسين جودته، فهي تعمل كمرشّحات تُنقّي الهواء من كافّة الشوائب كالدخان، والغبار، والأبخرة من طبقة الغلاف الجوي، وذلك من خلال حصرها وتجميعها في أوراقها، وأغصانها، وفروعها.
ثانياً / تقليل درجة حرارة الهواء : تُساعد زراعة الأشجار على التقليل من درجة حرارة الجو، ويكون ذلك من خلال حجبها لأشعّة الشمس، كما يحدث المزيد من التبريد عند تبخّر الماء من سطح أوراق الأشجار، حيث إنّ عملية تحويل الماء إلى بخار الماء عملية كيميائية تُزيل الطاقة الحرارية من الهواء، ويُمكن أن تعمل شجرة واحدة كمُكيّف طبيعي للهواء، إذ إنّ التبخّر من شجرة واحدة يستطيع إنتاج نفس تأثير التبريد من 10 مُكيّفات هواء بحجم الغرفة تعمل لمدّة 20 ساعة خلال اليوم.
ثالثاً / المساهمة في انخفاض تآكل التربة وبالتالي القدرة على الزراعة.
رابعاً / المساهمة في إبقاء الحشرات، والحيوانات، والطيور في مكانها، ممّا يؤدّي إلى تحسين التنوّع الحيوي للمنطقة.
خامساً / منع جريان المياه، وبالتالي تسرّبها إلى التربة، ووصولها إلى طبقات المياه الجوفية في باطن الأرض، وتحسين إمدادات المياه للكائنات الحية.
سادساً / امتصاص الغازات الضارّة من الجو مثل أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، بالإضافة إلى إطلاق غاز الأكسجين، حيث تستطيع شجرة واحدة ضخمة تزويد يوم واحد من الأكسجين لأربعة أفراد.
سابعاً / خفض درجة حرارة التربة، بالإضافة إلى فقدان رطوبتها أيضاً، حيث إنّ تحلّل الأوراق يُعزّز من وجود الكائنات الحية الدقيقة في التربة، وبالتالي توفير العناصر الغذائية الضرورية لنموّ الأشجار .
و في النهاية أصبح لزاماً على الهيئة الوطنية للاستثمار توجيه الشركة المسؤولة عن إدارة المدينة بالقيام بحملة تشجير حقيقية و عمل ادامة مستمرة للحدائق للحفاظ عليها لكي تصبح مدينة بسماية مثالاً يقتدى به في جميع انحاء العراق .