أكبر سرقة في تأريخ البشرية حدثت في العراق
العنوان صادم لكن هذه هي الحقيقة ، لأننا نتحدث عن فترة يمر بها العراق من أسوأ فتراته على مر التأريخ في ظل وجود أحزاب فاسدة تحكم البلد ، جائت بها أمريكا و حلفائها لاذلال الشعب العراقي الذي رضي بالواقع و لم يحرك ساكناً لعقدين من الزمن ، مليارين و نصف المليار دولار تبخرت من أموال هيئة الضرائب ، لكن كيف حدث ذلك و متى و أين ؟
اتهمت هيئة الضرائب العراقية 5 شركات خاصة بسرقة أكثر من 2.5 مليار دولار ، من أموال الهيئة ، بالتنسيق مع عدد من الموظفين في وزارة المالية ، مما يجعلها تصنف أكبر سرقة في تاريخ العالم ، عبر سحب أموال بشكل مباشر ، وليس عبر عقود لتنفيذ مشاريع داخل البلاد .
قبل الخوض في الحديث عن هذه السرقة التاريخية التي ليس لها مثيل يجب عليك أن تعلم أن هذه الاموال التي تمت سرقتاه تكفي لدفع رواتب أكثر من 500 ألف موظف لمدة عام كامل ، أو بناء ألفي مدرسة ، أو شراء أكثر من مليون جرعة كيميائية لعلاج مرضى السرطان الذين يعانون اليوم من غياب العلاج وفقدان حياتهم بالمستشفيات.
اثنان و نصف المليار دولار أي ما يعادل 3.7 تريليون دينار عراقي من حساب الهيئة في مصرف الرافدين تمت سرقتها عبر تحرير 247 صك .
حدث ذلك ما بين الفترة من 9/9/2021 حتى 11/8/2022 ، وجرى إيداعها في حسابات شركات ، القانت للمقاولات العامة ، والحوت الأحدب ، و رياح بغداد ، والمبدعون للخدمات النفطية ، وبادية المساء .
و الطامة الكبرى أن الأموال سحبت نقدا بعد إيداعها بحسابات الشركات ، ولم تذهب إلى أصحاب حق استرداد الأمانات الضريبية الحقيقيين أو تذهب كإيراد للخزينة العامة !
هل تعتبر أغرب سرقة في التاريخ ؟
لا بالتأكيد لانها في العراق .... لو كانت في دولة أخرى لاستغرب الجميع كيف حدث ذلك ؟
لكن في العراق الذي أصبح بلد العجائب و الغرائب في ظل هذه الفترة الزمنية المظلمة من تاريخه .
و لازال التحقيق مستمر في اختفاء 2.5 مليار دولار من حساب الهيئة العامة للضرائب ، لكن ما هي نتائج التحقيق غير اغلاق القضية و فتح تحقيق اخر في قضية أخرى و هكذا تتم السرقات !
وطلبت وزارة المالية من هيئة النزاهة التحقيق في ما يصفه البعض بأكبر عملية اختلاس في تاريخ العراق .
كيف تبخرت 2,5 مليار دولار من أموال الشعب في عملية اختلاس تاريخية ؟
في ظل الفساد المستشري في دواليب الدولة ، أعلنت السلطات العراقية أنها فتحت تحقيقا في القضية !
فكيف تم الاستيلاء على هذا المبلغ الضخم ؟ ومن استولى عليه ؟ ولماذا تعجز الهيئات الرقابية في وقف نزيف اختلاس المال العام ؟
إن استشراء الفساد في مفاصل الدولة العراقية حقيقة ، لم يعد بإمكان أي أحد التشكيك فيها ، بالنظر لحجم الجرائم المالية وغيرها التي تصل أخبارها إلى الرأي العام المحلي والدولي من حين لآخر .
بينما تتصارع الاحزاب الفاسدة على اختيار الحكومة و تقسيم المناصب لسرقة اموال البلد من جديد ، تم سرقت 2 مليار و نصف في ليل مظلم .
وللتحقيق أكثر في القضية قررت محكمة تحقيق الكرخ الثانية المختصة في قضايا النزاهة استقدام مدير عام الهيئة العامة للضرائب ومعاونه ، والمشرف على القسم المالي والرقابي ووكيل القسم المالي ومدير القسم المالي ، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مجلس القضاء الأعلى .
و لكي تكون على بينة أكبر يجب عليك أن تعلم أنها ليست السرقة الأولى التي يشهدها العراق ، بل هي العملية الأولى التي تم الكشف عنها ، و لن تكون الاخيرة في ظل حكم هذه الاحزاب الفاسدة التي تسرح و تمرح في بلد من أغنى بلدان العالم و يعيش نصف أبناءه تحت مستوى خط الفقر .
سوق بسماية 21/10/2022