مدينة أور ... موقعها و أهميتها
في البداية عليك أن تعرف عزيزي القارئ بعض المعلومات التي جمعناها لك من مصادر عدة عن مدينة أور التي قال عنها الباحث و الآثاري و مدير متحف الناصرية الحضاري عامر عبد الرزاق " أنها أقدم من الأهرامات المصرية وأهرامات بيرو والأنكا في المكسيك " .
أين تقع مدينة اور ؟
في البداية عليك أن تميز عزيزي القارئ بين الاماكن الثلاثة التي تخطر على ذهنك عند ذكر مدينة أور و هي كالتالي :
أولاً / أور :
هي مدينة سومرية و تقع جنوب العراق و بالتحديد في الشمال الغربي لمدينة الناصرية ( مركز محافظة ذي قار احدى محافظات العراق ال 18 ) التي تبعد عن العاصمة بغداد مسافة 290 كم ، و كما مبين في الصورة .
ثانياً / زقورة أور :
تقع شرق مدينة الناصرية و على بعد 15 كم ، و كما مبين في الصورة .
ثالثاً / مدينة اور السياحية :
و تقع على بعد 3 كم من الزقورة ، شرق مدينة الناصرية ، و كما مبين في الصورة .
تقول التقاليد أن أور سُمّيت على اسم مُنشئها على اعتبار أن من بناها هو الملك ( أور نمو ) من سلالة أور الثالثة ( 2100 ق.م ) ، لكن هذا التفسير ليس شائعاً ، لأن كلمة ( أور ) بضم الهمزة وسكون الواو ، ومعناها في الكلدانية ( النور أو النار ) ، وفي أقطار العالم القديم بلاد ومواقع كثيرة مبدوءة أسماؤها بكلمة ( أور ) واقعة مع ما بعدها موقع المضاف من المضاف إليه ، و مثال على ذلك مدينة أور شليم ( مدينة القدس ) في فلسطين ، و ( شليم ) بالعبرية تعني ( السلام ) بالعربية .
اشتهرت أور في زماننا بسبب ما قرأناه عنها من قصص و روايات في كتب دينية و تاريخية ، لكنها كانت مركزًا حضارياً بالغ الأهمية ومدينةً نظر إليها معاصروها بعين الاحترام .
زقورة أور هي موقع أثري لمدينة سومرية تقع في ( تل المقير ) جنوب العراق ، وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 ق.م ، وكانت مدينة ذات شكل بيضوي .
تعتبر زقورة أور أقدم أهرام بلاد الرافدين المليئة بالأسرار ، و بإمكان الزائرين لها ، رؤية أطلال زقورة أور شامخة في الأفق ، وعند الاقتراب منها أو الصعود فوقها، سيجد الزائر نفسه عند أعتاب بناء عمراني في غاية الدقة، والشعور بهيبة المكان الذي تتوسطه الزقورة .
الزقورة كلمة أكدية معناها المكان المرتفع و تعتبر الهوية التاريخية والحضارية لمحافظة ذي قار و مركزها مدينة الناصرية ، ويرتبط الناس هنا بذاكرة هذه المدينة التي كانت يوماً ما واحدة من أعظم الممالك على وجه الأرض ، وأكثرها دقة وتنظيماً لحياة سكان بلاد الرافدين القدماء ، بحسب ما تذكره التنقيبات الآثارية.
من هو النبي الذي سكن مدينه أور ؟
ترتبط مدينة أور في كثير من الكتب التاريخية و الدينية بالنبي إبراهيم ( عليه السلام ) حيث يرون أنها وطنه الأول الذي هاجر منه لاحقًا إلى أرض كنعان ، وإن كان هناك من الباحثين مَن يرى أن موطن إبراهيم كان ( أورا ) قرب حران الواقعة شمالي بلاد الرافدين .
يعتقد الكثير من الباحثين أن النبي إبراهيم وُلِد في مدينة اور ، غير أن الأمر غير مؤكد ، حيث قال أهل التفسير :
(( ولد نبي الله إبراهيم -عليه السلام- في زمن نمرود بن كنعان )) و لم يذكر بالتحديد مكان ولادته .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -:
(( لما حملت أم إبراهيم - عليه السلام - ، قال الكهان لنمرود : إن الغلام الذي أخبرناك به قد حملته أمّه الليلة ، فأمر نمرود بذبح الغلمان ، فلما دنت ولادة أم إبراهيم -عليه السلام-، وأخذها المخاض ، خرجت هاربة ؛ مخافة أن يطلع عليها فيقتل ولدها ، فوضعته في نهر يابس ، ثم لفته في خرقة ، ووضعته في حلفاء ، فرجعت ، فأخبرت زوجها بأنها ولدت ، وأن الولد في موضع كذا وكذا ، فانطلق أبوه ، فأخذه من ذلك المكان ، وحفر له سربًا عند نهر ، فواراه فيه ، وسدّ عليه بابه بصخرة مخافة السباع ، وكانت أمّه تختلف إليه فترضعه )) .
مما تقدم يتبين لنا أن نبي الله ابراهيم عليه السلام ولد في العراق في زمن حكم النمرود بن كنعان ، و انه عاش في احدى مدن العراق ( بلاد الرافدين ) حتى هاجر منها بعد حادثة النار المشهورة ، لكن ليس هنالك ما يثبت أن النبي ابراهيم عليه السلام سكن مدينة اور التي نعرفها اليوم ، غير ما علمناه عن بعض الكتب التاريخية و الروايات.
سوق بسماية 4/1/2024