بعد مرور 22 عاماً على نهاية حكم البعث في العراق ، لا زال الجندي الامريكي تيم ماكلوفلين ( الذي ظهر اثناء وضعه للعلم الامريكي على وجهة تمثال صدام حسين ) يحتفظ بالعلم الامريكي .
( تيم ماكلوفلين ) اصطحب معه العلم الأميركي اثناء الحرب على العراق ، وكان يتوقع أن يلتقط صورةً لنفسه مع العلم في مكانٍ ما في العراق ليستطيع أن يريها لاحقاً لأبنائه وأحفاده كتذكارٍ لخدمته العسكرية وقتاله في هذه الحرب.
اشترت قريبة له علماً أميركياً من متجر للتذكارات وأهدته إليه ، وهو العلم نفسه الذي اصطحبه معه إلى العراق.
في عام 2003، حاول ( تيم ماكلوفلين ) أثناء تواجده في العراق أكثر من مرة التقاط صورة مع العلم قبل بلوغ العاصمة بغداد ، محاولته الأولى قاطعها إطلاق نار، فيما فشلت محاولة ثانية عندما قام زميل له ممازحاً بدهس سارية العلم التي وجدها وعلقه عليها.
بعد 22 يوماً من بدء الحرب و في يوم سقوط نظام البعث في عصر يوم الاربعاء الموافق 9/4/2003 وصل ( تيم ماكلوفلين ) مع الجيش الأميركي إلى بغداد ، وكانت مهمة وحدته العسكرية المساعدة في حماية فندق فلسطين حيث يتجمع الصحافيون الأجانب.
في هذا اليوم الذي ظهر فيه صدام في منطقة الاعظمية و هو يحيي العراقيين واقفاً على سيارته ومع افراد حمايته ، وصل عشرات جنود المارينز إلى ساحة الفردوس حيث كان يتواجد صحافيون من فندق فلسطين ومتظاهرون من أجل السلام ومواطنون عراقيون بدأوا يتقاطرون إلى الساحة في مشهد يصفه ( تيم ماكلوفلين ) بالهرج والمرج.
و في نفس اللحظة تحوّل كاظم الجبوري إلى وجه شهير يرمز إلى سقوط بغداد ، فظهر على كل وسائل الإعلام وسط مجموعة من المهللين ، يحمل مطرقة ثقيلة أثناء محاولة هدم تمثال ضخم لصدام حسين في ساحة الفردوس في المدينة ، وتصدرت صورته الصفحات الأولى للجرائد في كافة أنحاء العالم .
تمثال صدام حسين ، الذي كان يبلغ ارتفاعه 12 مترا ، أسقطه جنود مشاة البحرية الأميركية ، بعد وقت قليل من مهاجمة الجبوري وعراقيين آخرين للتمثال.
ونقلت شاشات التلفزيون في مختلف أنحاء العالم صور انتزاع التمثال من قاعدته في خطوة أصبحت رمزا للإطاحة بحكم استمر 25 عاما ، ضمن مشاهد تحولت إلى لحظات تاريخية بالنسبة لملايين العراقيين .
يقول كاظم الجبوري "جاء الأميركيون بعد 45 دقيقة ، سألني أحدهم عما إذا كنت في حاجة إلى المساعدة ، وربطوا التمثال بالمدرعة ليساعدوني على إسقاطه ، في البداية كنت هناك وحدي، ثم ازداد العدد الى العشرات ثم المئات " .
أحد المواطنين العراقيين طلب من سائق آلية أميركية بسحب تمثال صدام لإسقاطه وبعد تدخل جنود البحرية الأميركية لمساعدة المواطنين العراقيين في إسقاط التمثال ، طلب أحدهم من ( تيم ماكلوفلين ) أن يحضر العلم ليجد طريقه إلى العسكري الذي كان يربط السلسة المعدنية حول عنق تمثال صدام مغطيا وجهه بالعلم الأميركي.
اما الجندي الامريكي ( تيم ماكلوفلين ) يشاهد من الأسفل والتقط صورة بكاميرته ، وكذلك فعل عشرات الصحافيين الذين نقلوا الحدث مباشرةً إلى وسائلهم الإعلامية وشوهد من قبل الملايين عبر العالم.
صور العلم الأميركي أثارت ضجة بين العراقيين ، كما أغضبت بعض المسؤولين في البنتاغون الذين كانوا يحاولون التأكيد على أن الجيش الأميركي أتى إلى العراق لتحريره وليس لاحتلاله.
صور العلم على وجه التمثال ، وهو يسقط ، تصدرت الصفحات الأولى للصحف الأميركية والعالمية كما جرت إعادة بث هذه اللقطات على محطات عدة .
في العام 2009 ، يقول ( تيم ماكلوفلين ) لمراسل الصحيفة ، إنه تلقى رسالةً من المتحف الوطني لسلاح مشاة البحرية ، تسأله إذا كان يقبل بالتبرع بالعلم لعرضه في المتحف بوصفه "علامة تاريخية فارقة".
في ذلك الوقت ، كان العلم محفوظاً في صندوق يعود لوالد ماكلافلين ، سأل تيم المسؤولين عن المتحف مجموعة أسئلة حول كيفية عرض العلم وقرر بعدها أن أفضل مكان له في قبو منزله.
يقول ( تيم ماكلوفلين ) :
"ما يعنيه العلم بالنسبة لي مختلف عن ما يعنيه للآخرين ولا أريد أن تكون له كل باقي هذه المعاني بعد الآن"
المصدر / مواقع الكترونية
سوق بسماية 10/4/2024